الثلاثاء، ٨ يناير ٢٠٠٨

الخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم
كلمات ..... اودت بحياة شاعر
ذات يوم ..وفد الشاعر العربى الكبير "ابو الطيب احمد بن الحسين"الملقب ب "المتنبى"على"سيف الدوله الحمدانى"(والى الدوله الحمدانيه التى استقلت عن الخلافه العباسيه بمنطقة المول وحلب)فمدحه،عندما راى فيه صوره نموذجيه لصورة الامير العربى الفارس فى عصر كان ملتبسا فى كل شىء نفاعجب بهنويقال انه احب اخته الاميره "خوله"ولان"سيف الدوله"بادله اعجاب باعجاب ،وقدمه على من سواه من الشعراء،فقد الّب ذلك صدور منافسيه عليه،حيث نجحوا فى افساد تلك العلاقه المميزه بين الامير والشاعر فى حادثه لعلها الاشهر فى سيرة" المتنبى" الشعريه،خاصة انها كانت الخلفيه الانسانيه لواحده من اشهر قصائده على الاطلاق،وهى تلك القصيده التى قالها" المتنبى"عندما اصاب بعض الفتور وبعض الجفاء علاقته ب"سيف الدوله"بسبب حقد منافسيه عليه فقال القصيده الاتيه معاتبا له ومذكرا اياه بما بينهما من اواصر،ومايكنه له من حب و"المتنبى"لا يفعل هذا فى ذله وخضوع ولكنه يعاتب فى محبه ويفخر فى كبرياء وعزه
النص
واحرّقلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمى وحالى عنده سقم
مالى اكّتم حبّا قد برى جسدى وتدّعى حب سيف الدولة الامم
ان كان يجمعنا حبذ لغّرته فليت انّا بقدر الحبّ نقتسم
يا اعدل الناس الا فى معاملتى فيك الخصام وانت الخصم والحكم
اعيذها نظرات منك صائبة ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخى الدّنيا بناظره اذا استوت عند الانوار والظلم
انا الذى نظر الاعمى الى ادبى واسمعت كلماتى من به صمم
فالخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم
يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيىء بعدكم عدم
اذا ترحّلت عن قوم وقد قدروا وشرّما يكسب الانسان ما يصم
هذا عتابك الا انه مقة قد ضمن الدّر الا انه كلم
وبعد معاتبته "سيف الدوله"غادر الى مصرفمدح واليها"كافور الاخشيدى"وطلب منه ان يوليه،فلم يوله"كافور"،مما اغضب الشاعر النزق،وانصرف يهجوه باقذع هجاء قاله على الاطلاق.
وقصد بعدها العراق وفارس،ومدح"عضد الدوله بن بويه الديلمى" فى شيراز،ثم عاد يريد بغداد فالكوفه،فعرض له"فاتك بن ابى جهل الاسدى" فى الطريق بجماعه من اصحابه ومع "المتنبى"ايضا،وعندما اراد"المتنبى" الهرب ذكره غلامه ببيته الشهير والذى يقول فيه:-
الخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فعاد"المتنبى"خجلا من محاولته الهروب من قدره تحت وطأة جبروت العباره فى بيت الشعر فقاتل الجمع حتى قتل هو وابنه وغلامه بالنعمانيه،بالقربمن دير العاقول فى الجانب الغربى من سواد بغداد

ليست هناك تعليقات: